مش كتير زمان، كان القمح والشعير يربوا بكل الأراضي الفاضية بين البيوت. أنا بتذكر كتير منيح أيام كنت أركض فيها بين سنابل القمح والشعير جمب بيتنا بعمان. و بتذكر كمان كيف كنت لما أروح عالبيت أعد أقيم السنابل العالقة بأواعيي. بتذكر كيف كانت الأرض يتغير لونها حسب الموسم، من أخضر، لأصفر للّون الترابي قبل ما الناس يحصدوا هالسنابل. وكمان بتذكر … ـ
إنا كنا انطعمي الخيل شعير مع البرسيم، و كانوا يحبوا كتير… ذكريات كتير حلوة! ـ
شو صار بهالحقول البرية؟ وين راحوا؟ والا نحنا إللي زحفنا عليهم و ما خلينا محل لكل هاي الأشياء؟ يمكن هدول الحقول ما قدروا يتكيفوا مع حياتنا السريعة، و شوي شوي اختفوا و أخدوا معاهم أكلاتنا الطيبة! أنا كتير بحب هدول الحقول وهداك الشعور بالوسع والحرية لما الواحد يركض بين السنابل! و لهيك عملت هاي الأكلة لتاخدني هناك واتذكرني بالأيام لما كانت السنابل عايشة بينا.” ـ